مقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب المتفائل سامح حسين

بقلم الكاتب الصحفى مصطفى كامل سيف الدين

المخرج المبدع إسلام إمام أتحفنا بعرض مسرحي فوق الوصف ولأن هناك الكثير من القيم الجميلة اختفت من حياتنا.. هناك امور كثيرة رائعة هجرت مجتمعنا…بل ماتت امام اعيننا.. مما يضطرنا احياناً ان نتحسر عليها عدد من الدعوات الرقيقة وصلتني من مدير دار العرض القومي بالمسرح القومي لحضور العرض المسرحى (المتفائل)  المقام بالمسرح القومي، ذهبنا لنتابع ما يقرب من 190دقيقة من إبداع “المتفائل” سامح حسين مدركا اني سأدخل في متعة عظيمة كالعادة. وأري ان الجهد الذي يبذله سامح حسين في هذا المجال هو من أعظم ما يفعله ممثل فنان.

ومادام الأمر عن المسرح وعن تسليم النفس فسأنتقل إلي  العرض المسرحى «المتفائل» المأخوذ من رواية ” كانديد ” للكاتب الفرنسي فولتير، وإخراج إسلام إمام ، والعرض بطولة سامح حسين، سهر الصايغ، يوسف إسماعيل، عزت زين، سوسن ربيع، آيات مجدي، تامر الكاشف، أمجد الحجار، زكريا معروف، المطرب مصطفى سامي ومجموعة من شباب المسرح القومى.

يذكر أن ” كانديد ” هي رواية فلسفية خيالية من أشهر روايات الأديب الفرنسي فولتير كتبها عام 1759 ، وتدور أحداثها حول شاب برئ عاش وترعرع في قصر خاله ، والذي أسند تعليمه إلى أحد المعلمين الذي قام بترسيخ فكر التفاؤل وحسن النية داخله مما عزله عن العالم الخارجي وجعله يتوسم الخير في الجميع ويثق بهم وينظر للحياة بنظرة مشرقة للغاية.
وما إن تم طرده من القصر بدأ بمواجهة العالم الخارجي والذي عانى فيه الكثير من المشكلات ، وتغلب عليها من خلال صفة التفاؤل.

دقت السابعه والنصف   وليصحو كل من كان نائم  وبدا عرض المتفائل بصوت سامح حسين وبعدها رفعت الستار

وفوجئت وبكل أمانة بالعرض الذى اقل مايوصف بأنه ناجح، خصوصاً في بعض التفاصيل الصغيرة التى لم اكن اعتقد أن اسرة المسرحية ستفطن اليها، بداية بالديكور  ونهاية بحركات الربط مابين الشخوص داخل القالب الدرامي، أما الفكرة العامة للمسرحية فهي تستحق الاشادة والتصفيق، خصوصاً (الحبكة) التى إمتازت بها، حيث تناقلت مشاهدها بسلالة وتناغم بحيث لايمكنك إزاحة ناظريك من خشبة المسرح، وهذا سبب رئيسي لنجاح اي عمل ابداعي، حيث تمثل المتابعة بشغف جزءاً اساسياً لقياس مدى جودة الاعمال الابداعية بمختلف ضروبها.

مالفت نظري خلال المسرحية هو تدفق الموهبة الهائلة من اولئك الدراميين، وفي مقدمتهم سهر الصايغ ويوسف أسماعيل وسوسن ربيع ذلك  الثلاثي الضاج بالروعة والتلقائية والذين استطاعوا منح المسرحية ابعاداً من الروعة والتأنق، إلى جانب بقية الكوكبة الفريدة، وأخص هنا الممثل الفنان سامح حسين والذى وبكل أمانة ادهشنا لحد بعيد وهو يقوم بتجسيد دور (كنديد ) بصورة ابداعية مكنته من ابراز الكثير من مواهبه الكبيرة والتى نجحت «المتفائل» في ابرازها ووضعها ضمن دائرة الضؤ.

دروس عديدة يمكن ان نستفيد منها من تلك المسرحية واولها طرد الاحاسيس القاتلة بأننا لانمتلك القدرة على صناعة مسرح جاذب، تلك الافكار (الهدامة) التى استوطنت في دواخلنا منذ سنوات وجعلتنا اصحاب تركيبة (هشة) تتأثر ولاتؤثر، ودرس آخر قدمته لنا (أصحى يا نايم) وهو ضرورة الايمان بالمواهب المحلية والاقتناع بقدرتها على نفض الغبار عن درامتنا (النائمة) منذ سنوات، إلى جانب تصحيح تلك المسرحية لمعلومة في غاية الاهمية وهي ان (العِلة) ليست في الجمهور المصرى فهو ذواق للابداع وحريص على متابعته والتدفق الهائل لحضور العروض ابلغ دليل على هذا.

العرض كان ممتعا، وانصهر فيه الفنانون  فكان كل شيء منظما وبعيدا عن الارتجال، الحركات، الاصوات، استحقوا على ذلك تصفيق الجمهور. كما حافظت الملابس على اسطورية الحكاية، وكانت الاضاءة والمؤثرات الصوتية لاعبين أساسيين في الاحداث، فظهر العرض متوازنا الى حد كبير.

لقد نجح المخرج أسلام أمام في تقديم رؤيته ببساطة وابتعدت عن التكلف، واستحقت الإشادة من جميع الحضور، الذين اثنوا عليه ، هذا العرض اثراء للحركة المسرحية المصريه

قدم هذا النص برؤية واعية مجموعة من الممثلين الشباب الذين اتنبأ لهم بمستقبل مشرق يدل علي وعي الجيل القادم ويؤكد ان مصر ولادة،‏ فهم الذين سينتشلون المسرح المصري من عثرته قادهم بحرفية عالية مخرج واع بدور الكلمة في المسرح،‏ متمكن من ادواته الفنية متحكما في ايقاع العرض الذي لم يفلت منه قيد انملة‏,‏، ساعده في ذلك مجموعة الممثلين الذين كانوا نجوما‏، ادوا ادوارم ببراعة.

شكراً اسرة (المتفائل) على هذا العرض الباذخ الجمال، وشكراً للمخرج جمال المصرى على تماسك العرض، شكراً لكم جميعاً وانتم تعيدوننا لزمان المسرح الجميل، شكراً لكم وانتم توقدون في دواخلنا شمعة الامل في مستقبل اخضر لدرامتنا المصرية ولمسارح الدولة

شكرا الفنان سامح حسين الفنان الخلوق الذي تميز بالاحساس الصادق وتنوعه فى الادوار التي يقدمها .

شكرا الفنانه سهر الصايغ  التى جسدت دورها ببراعه وجذبت الجمهور لفنها الراقى على خشبة المسرح

شكرا لكل الفنانين الذين أبدعوا فى هذا العرض الذى يستحق المشاهدة أكثر من مرة

شكرا  موسيقى وألحان هشام جبر

شكرا ديكور حازم شبل

شكرا  ملابس نعيمة عجمي

شكرا اضاءة أبو بكر الشريف

شكرا مكياج إسلام عباس

شكرا استعراضات ضياء شفيق

شكرا أشعار طارق علي

لاعزاء بعد اليوم لأصحاب (الاعذار الواهية)، ولاعذر كذلك لأصحاب (الشماعات) الذين اثقلوا كاهل هذه البلاد بأسباب (وهمية) عن ضعف مسرحنا و(دونية) كوادرنا المسرحية والدرامية، فلنبدأ العمل الجاد لاعادة المسرح لموقعه الطبيعي وسط دول العالم، ولنضع (المتفائل) نموذجاً لنسير عليه، فهي عمل إبداعي متكامل يستحق ذلك.

تحية تقدير لكل هؤلاء الفنانين دون استثناء علي تقديمهم هذا العرض المتميز الذي توافرت فيه كل عناصر النجاح والتميز‏

أتمني لكم مزيدا من المغامرة والنجاح وإلي مزيد من التقدم في عالم المسرح الجميل الصعب في حياتنا الآن.

وكل حبي مصطفى كامل

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى