بقلم رئيس التحريرمقالات

مصطفى كامل سيف الدين …. يكتب أسأل الرئيس ..ماذا لو عاد وزير الإعلام ؟

يمكننا أن نفهم مرارة الرئيس السيسى فى 5 من أغسطس 2014، خلال كلمته فى احتفالية إعلان تدشين محور تنمية قناة السويس حين قال: «الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان محظوظًا، لأنه كان بيتكلم والإعلام كان معاه».
 
نعم أصاب السيد الرئيس السيسى؛ فمصر عبد الناصر كان لديها آلة إعلامية وقوة ناعمة جبارة، ومثلت أحد إن لم يكن أهم عناصر منظومة القوة الشاملة للدولة المصرية، فكان الإعلام يمثل نبض الشعوب ويعبر عن آمالها؛ فعلى الصعيد الخارجى، دعم الدور المصرى فى دعم قوى حركات التحرر فى البلاد العربية وفى آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، حيث تحولت استوديوهات الإذاعة المصرية إلى «غرف عمليات» للمقاومة الوطنية فى هذه القارات، وكان القادة السياسيون لقوى المقاومة فى تلك البلاد يوجهون نداءاتهم وتوجيهاتهم لقوى المقاومة فى بلادهم عبر أثير الإذاعات المصرية وبلغات هذه الشعوب.
 
وعلى الصعيد الداخلى، قاد هذا الإعلام خطابا تنويريا تثقيفيا بكل ما تعنيه الكلمة، كان مصاحبا لفكر القيادة السياسية وإنجازاتها، يمهد البيئة، بالعلم والمعرفة، من خلال رسائل موضوعية تعرض للإيجابيات، وتشعل الأمل والحماس فى نفوس المواطن العادى، وتشعره بأن عائد التنمية موجه له ولأولاده مباشرة، وتبرز دوره وواجبه فى عملية البناء، وترصد وترد بقوة على كل من يحاول أن يبث روح الإحباط والهزيمة.
 
لكل هذا، إن من يتأمل تلك الكلمات البسيطة للسيد الرئيس عن إعلام السيسى يدرك مغزاها، فرغم حساسية اللحظة التاريخية التى تمر بها مصر، والتحديات والتهديدات الجسام التى تواجهها الدولة، مازال الإعلام عاجزا عن التعبير والترويج للمشروع الوطنى الذى تتبناه الدولة؛ فنحن نمتلك منظومة إعلامية ضخمة إلا أنها تفتقد عقلا يخطط لها، وبوصلة تحدد توجهاتها، ولذلك فهى تفشل فى الجولات الأولى دائمًا من المعارك الإعلامية التى توجه إلينا
 
إن القيادة السياسية تدرك ضرورة إعلام واعٍ، يعكس حقيقة ما يدور فى مصر لرجل الشارع العادى من ناحية وللعالم بأسره من ناحية أخرى، ويدافع عن المشروع الوطنى المصرى، ويحشد خلفه، ويُعلى من الروح المعنوية للمواطن، ويحفزه على مزيد من العمل والإنتاج، ويدعم مناعته ضد شتى أنواع الدعاية السلبية، ويخوض مع مصر معركتها الوجودية الراهنة.
 
وانه لا ينفع أن تدار دولة –كما ردد بعد الثورة – بمنطق أن فرنسا ليس بها وزارة إعلام فلابد أن تلغى بمصر، أو أن وزارات الإعلام هذه من بقايا العصر الشمولي وغيرها من هذه المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان وكلها مقارنات وادعاءات فاشلة، وما ينفع لدولة قد لا ينفع لاخرى فالدول تدار بمصالحها، وليس بما هو موجود في دول الجوار أو دول أوروبا!
 
لقد ألغيت وزارة الاعلام في مصر في وزارة إبراهيم محلب الثانية لكى تتحول الى المجلس الأعلى لتنظيم شؤون الإعلام.
ألا نحتاج اليوم لوزير إعلام قوي قادر على تحقيق تطلعات الوطن.
 
إننا بحاجة له أكثر من ذي قبل بعيدًا عن مجالس استشارية لا تسمن ولا تغني من جوع، يتعارك اعضاؤها ليل نهار على المناصب والاختصاصات في حين أن عشرات الآلاف من العاملين في القطاعات والهيئات التابعة لوزارة الاعلام الملغاة يتخبطون. لا يعرفون لهم وزيرا ولا غفيرا ولا توجد رؤية واحدة للتطوير.. أو تحقيق الانطلاقة أو حتى تنفيذ خطة الهيكلة وفق وزير معين ورجل واحد بيده مقدرات وزارة الإعلام.
 
إن وزارة الإعلام التي ألغيت كانت تضم وللعلم فقط: اتخاد الاذاعة والتلفزيون، وإذاعات محلية بالعشرات وإذاعات خارجية وقنوات فضائية والأقمار الصناعية ومدينة الانتاج الإعلامي والهيئة العامة للاستعلامات. وقطاع الاعلام الداخلي وقطاع الإعلام الخارجي والقنوات الاقليمية والقنوات المتخصصة وغيرها وغيرها. وكل هذه القطاعات فيها الاف الموظفين والاف العاملين والمهندسيين والمديرين.
 
إن العودة للحق والصواب لن تكون ردة ثورية أو دستورية.
 
الإعلام في فوضى ونوم فى العسل ، وتركة وزارة الإعلام الملغاة تتقاسمها الغربان الضّالة ولا يعرف أحد كبيرا ولا صغيرا ولا مسؤولا يمكن أن يكلمه ولا وزير يمكن أن تؤول المسؤولية له في النهاية أمام الدولة.
 
يا رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي. اذا كنتم تريدون نهاية للفوضى الإعلامية داخل قطاعات الاعلام. ورجل واحد تكلمه الدولة وتحدد أمامه المسؤليات والرؤى وتحاسبه، فلتبدأ من الآن اختيار وزير إعلام في حكومتك والحديث مع القيادة السياسية في هذا الأمر.
 
سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي مصر بحاجة إلى وزير إعلام وليس مجالس وهيئات استشارية تسيطر عليها الصراعات ولا تمتلك القرار.

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى