بقلم القراء

شيماء عماد …. تكتب مين ؟ … أنا

بقلم الكاتبة شيماء عماد

ايوه يا فندم حضرتك ،الدور جه عليكى خلاص والدكتور مستنيكى
فلانه. :طيب اشكرك
الطبيب : اهلا بحضرتك بتشتكى من ايه؟
فلانه:مفيش يا دكتور صداااع مستمر ومش حاسه بطعم اى حاجه فى الحياة
الطبيب : بتاكلى كويس
فلانه. :ايوه ،بس مش بنام كويس صداع مستمر .. حاسه إنى انا مش انا ،،فاقده المتعه فى اى شىء…..وكل حاجه بعملها بقت تقيله علياااا…
الطبيب : خودى الروشته دى وهتبقى تمام إن شاء الله.
فلانه. :اشكرك يا دكتور.
الطبيب وهى تغلق الباب :آه وابقى حاولى تعملى اى حاجه بتحبيها..
فلانه ترد على الطبيب بمنتهى الدهشه:
مين؟………………انا!!!!
الطبيب :ايوه اى نشاط أو هوايه يعنى ،تكون بتبسطك وانتى بتمارسيها.

خرجت فلانه الفلانيه ذات الخمسين عام من عند الطبيب ،وهى تفكر بكلامه(اعملى حاجه بتحبيها)
؟؟؟؟؟
فهى التى لم تعتد دائما على فعل ما تحب ،
بل كانت طيله حياتها مجرد منفذ لرغبات الآخرين
امها ،اخوها،زوجها،اولادها…. المجتمع.
محاطه بكم من القيود الفكريه والمجتمعية والنفسية 
جعلتها دائما تلهث فى محاولات يائسة لإرضاء من حولها
هى من لم تفكر مره في ماذا تحب أن تفعل،ماذا تفضل أن تفعل ،اوحتى ماذا تختار أن تفعل….

كانت دائما وابدا كفتاه شرقيه محافظه ،تشعر منذ نعومة اظافرها انه عليها أن تبحث عن. “مااااذا يجب عليها أن تفعل”؟؟؟. ما الذى يرضى الآخرين حولها،؟؟؟

هى ابدا لم تبحث يوما عن ما يرضيها،او،مايسعدها…..

فهى فى بيت أبيها تعلمت أن سعادتها المنشوده ستجدها فى بيت زوجها.
وفى بيت زوجها تعلمت أن سعادتها فقط فى ابنائها.
فلما كبر الأبناء، ورحل الأهل، وتفرق الاحبه…
فأين سعادتها الان؟
اين هى أين نفسهااا ؟
اين وكيف ومتى تبحث عن ما يسعدها ،ويعيد لحياتها لون وطعم،يعيد لها الاحساس بالوجود ،والرغبه فى الاستمرار؟

نظره فلانه الفلانيه نظره خاطفه فى مرآه سيارتها الفارهه…
فهى من اعتادت دائما أن تهتم بمظهرها،او ربما هذا ما فرضه عليها وضعها الاجتماعي منذ الصغر)) .

فهى من تربت فى اسره محافظه تحترم التقاليد وتتباهى بأبنتها المطيعه المحافظة التى ابدااااااااا لم تعصى لهم امراااا،
وهى الزوجه التى طالما كانت مفخرا لزوجها يتباهى فى كل مكان ويتعلم منه الكثير قدرته على إخضاعها التام لاوامره .

.فقد كان من دواعى فخره بها قبل أن يرحل. منذ ثلاث سنوات،،، طيبتها ورضاها وطاعتها .العمياء…و(طاجن المحشى) الذى تتفنن فى كل مره فى صنعه له،،،،، ،رغم انه لايروق لها ،، بل وتتأذى كثيرا من رائحه أوراقه عند الطهى و رغما عن ذلك كانت هى من تجيد صنع هذا الطاجن بإقتدار..

داعبت تلك الذكريات عقل فلانه الفلانيه.

فأخذت تفكر فيما يجب عليها فعله الآن،؟ 
هى الان خمسينيه ….،لم يعد المجتمع يطلب منها الكثير،،،،،تستطيع الآن أن تفعل ما تحب، ما تقرر
فهى الآن ولأول مره فى حياتها

صااااحبه القرار ….

طال بها التفكير العميق وغالبتها الحيره ومرت ساعات وساعات،
وكأنها تلتقى بنفسها لاول مره ،راحت تسأل

من؟….. انا؟

ماذا اريد؟

ماذا على أن أفعل الأن ؟

واذا بها تنظر فى يدها فتلمح تلك الورقه …. ،انهاروشته الطبيب….، انه الدواء

نظرت فى ساعه يدها ثم تحركت مسرعه ، فالآن عليها ألا تتاأخر فى طلب الدواء من اقرب صيدلية لإسكات هذا الصداع المميت…. تلك المعركه الدائرة بينها وبين ماضيها وذكرايتها واحلامها القديمه التى دفنتها الايام ،ونظرتها التى أصبحت متبلده للحياه

أما تفكيرها فيما تحب وترضى
فأيقنت وبكل…. ثقه 
انه فات الاوان…….

شيماء عماد

بوابة الشباب نيوز

جاء إطلاق بوابة الشباب نيوز على الانترنت ليكون وسيلة لمعرفة الاخبار اول باول، ويمثل إضافة قوية في الفضاء الالكتروني، وجاءت انطلاقة الموقع من مصر من قلب الاحداث ليهتم بالثورات العربية والمشاكل السياسية ويغطى الفعاليات الاقتصادية والرياضية ويواكب علوم التكنولوجيا ويغطي اخبار المرآة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى