بقلم الدكتورة غادة فهمى مستشار مجلس الإدارة
كلماتنا الجارحة رصاصات قاتلة، قرأت يوما بحثا علميا عن الكلمات الجارحة ومدى تأثيرها على حياة الانسان وتصرفاته، يقول صاحب البحث إن الكلمات الجارحة تسبب جروحا حقيقية فى الدماغ وتميت الخلايا وتتلف عملها نتيجة لذلك يحدث نوعا من العطب فى التفكير ولهذا يعانى الإنسان المجروح من الإحباط والفشل والمشاعر السلبية، وفى مجتمعنا نحن لا نمتلك ثقافة بناء نفسية سوية لدى الافراد حيث إن أساليب الاعتراض والغضب والنقاش والاختلاف تكون بألفاظ جارحة، فنجد مثلا الأب يشتم طفله ويوبخه والأم تعاقبه بالضرب ثم يتساءلا لماذا ابنى عصبى؟ ولماذا هو أقل نجاحا واستيعابا بين زملائه؟، ثم نجد مثلا الزوج الغاضب يلقى بكلمات غضب جارحه لزوجته ثم يتساءل لماذا هى لا تبتسم وليست مثل باقى الزوجات مرحة؟!، ونجد الأخ يجرح أخته والأخت تجرح أخاها، ثم يتساءلان لماذا هو غاضب أو لماذا هى غاضبة، مدير العمل أيضا يوبخ العامل ثم يتهمه بفشله،، وهكذا.
بين كسر القلوب وكسب القلوب خيط رفيع اسمه “الأسلوب”، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب) فالقوى هو من يتمالك نفسه وقت الغضب .
وقال ايضا : (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) فالكلمة الطيبة تقى صاحبها من النار .
يقول الله عز وجل: ﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِى حَلِيمٌ ﴾
والكلمة الطيبة تكون أيضا مع الكافر، قال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾
فرفقا بالمشاعر، عاتبوا وناقشوا وجادلوا ولكن بلين ورفق،، تدّربوا جيداً على القاء الكلمات الطيبه الحسنة على مسامع من حولك فهى لا ٌتكلفنا شيئا وستذهل من النتيجة،، فكلماتنا الطيبة هى سحرنا الذى نغفل عنه،، انتق ألفاظك جيداً ولا تكن سببا فى تعاسة انسان،، وتذكر دائما انه ما” عُبد الله بشىء افضل من جبر الخواطر”، “وقولو للناس حسنا” لكل الناس، كن سبباً فى سعادة انسان .
